شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

150 - ومن خطبة له # ويومئ فيها إلى الملاحم

صفحة 133 - الجزء 9

  ذكرا مطلقا غير مضاف للعلم بها كما يقول القائل أهل البيت فيعلم السامع أنه أراد أهل بيت الرسول.

  وهجروا السبب يعني أهل البيت أيضا وهذه إشارة إلى

  قول النبي ÷ خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فعبر أمير المؤمنين عن أهل البيت بلفظ السبب لما كان النبي ÷ قال حبلان والسبب في اللغة الحبل.

  عنى بقوله أمروا بمودته قول الله تعالى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣].

  قوله ونقلوا البناء عن رص أساسه الرص مصدر رصصت الشيء أرصه أي ألصقت بعضه ببعض ومنه قوله تعالى {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ٤}⁣[الصف: ٤] وتراص القوم في الصف أي تلاصقوا فبنوه في غير موضعه ونقلوا الأمر عن أهله إلى غير أهله.

  ثم ذمهم # وقال إنهم معادن كل خطيئة وأبواب كل ضارب في غمرة الغمرة الضلال والجهل والضارب فيها الداخل المعتقد لها.

  قد ماروا في الحيرة مار يمور إذا ذهب وجاء فكأنهم يسبحون في الحيرة كما يسبح الإنسان في الماء.

  وذهل فلان بالفتح يذهل على سنة من آل فرعون أي على طريقة وآل فرعون أتباعه قال تعالى {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ٤٦}⁣[غافر: ٤٦]