شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

151 - ومن خطبة له #

صفحة 138 - الجزء 9

  مَنْ أَشْرَفَ لَهَا قَصَمَتْهُ وَمَنْ سَعَى فِيهَا حَطَمَتْهُ يَتَكَادَمُونَ فِيهَا تَكَادُمَ اَلْحُمُرِ فِي اَلْعَانَةِ قَدِ اِضْطَرَبَ مَعْقُودُ اَلْحَبْلِ وَعَمِيَ وَجْهُ اَلْأَمْرِ تَغِيضُ فِيهَا اَلْحِكْمَةُ وَتَنْطِقُ فِيهَا اَلظَّلَمَةُ وَتَدُقُّ أَهْلَ اَلْبَدْوِ بِمِسْحَلِهَا وَتَرُضُّهُمْ بِكَلْكَلِهَا يَضِيعُ فِي غُبَارِهَا اَلْوُحْدَانُ وَيَهْلِكُ فِي طَرِيقِهَا اَلرُّكْبَانُ تَرِدُ بِمُرِّ اَلْقَضَاءِ وَتَحْلُبُ عَبِيطَ اَلدِّمَاءِ وَتَثْلِمُ مَنَارَ اَلدِّينِ وَتَنْقُضُ عَقْدَ اَلْيَقِينِ يَهْرُبُ مِنْهَا اَلْأَكْيَاسُ وَيُدَبِّرُهَا اَلْأَرْجَاسُ مِرْعَادٌ مِبْرَاقٌ كَاشِفَةٌ عَنْ سَاقٍ تُقْطَعُ فِيهَا اَلْأَرْحَامُ وَيُفَارَقُ عَلَيْهَا اَلْإِسْلاَمُ بَرِيئُهَا سَقِيمٌ وَظَاعِنُهَا مُقِيمٌ مداحر الشيطان الأمور التي يدحر بها أي يطرد ويبعد دحرته أدحره دحورا قال تعالى {دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ٩}⁣[الصافات: ٩] وقال سبحانه {اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا}⁣[الأعراف: ١٨] أي مقصى.

  ومزاجره الأمور يزجر بها جمع مزجر ومزجرة وكثيرا ما يبني # من الأفعال مفعلا ومفعلة ويجمعه وإذا تأملت كلامه عرفت ذلك.

  وحبائل الشيطان مكايده وأشراكه التي يضل بها البشر ومخاتله الأمور التي يختل بها بالكسر أي يخدع.

  لا يؤازى فضله لا يساوى واللفظة مهموزة آزيت فلانا حاذيته ولا يجوز وازيته.