151 - ومن خطبة له #
  ولا يجبر فقده لا يسد أحد مسده بعده والجفوة الجافية غلظ الطبع وبلادة الفهم.
  ويستذلون الحكيم يستضيمون العقلاء واللام هاهنا للجنس كقوله {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ٢٢}[الفجر: ٢٢].
  يحيون على فترة على انقطاع الوحي ما بين نبوتين.
  ويموتون على كفرة بالفتح واحد الكفرات كالضربة واحدة الضربات.
  ويروى ثم إنكم معشر الناس والأغراض الأهداف وسكرات النعمة ما تحدثه النعم عند أربابها من الغفلة المشابهة للسكر قال الشاعر:
  خمس سكرات إذا مني المرء ... بها صار عرضة للزمان
  سكرة المال والحداثة والعشق ... وسكر الشراب والسلطان
  ومن كلام الحكماء للوالي سكرة لا يفيق منها إلا بالعزل والبوائق الدواهي جمع بائقة يقال باقتهم الداهية بوقا أي أصابتهم وكذلك باقتهم بئوق على فعول وابتاقت عليهم بائقة شر مثل انباحت أي انفتقت وانباق عليهم الدهر هجم بالداهية كما يخرج الصوت من البوق.
  وفي الحديث لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه أي غوائله وشره.
  والقتام بفتح القاف الغبار والأقتم الذي يعلوه قتمة وهو لون فيه غبرة وحمرة.
  والعشوة بكسر العين ركوب الأمر على غير بيان ووضوح ويروى وتبينوا في قتام العشوة كما قرئ {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات: ٦] و {فتثبتوا}.