شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

16 - ومن خطبة له # لما بويع بالمدينة

صفحة 279 - الجزء 1

  سوطي، وجعلا سوطي سيفي فقائمه في يدي ونجاده في عنقي وذبابه قلادة لمن عصاني، والله لا آمر أحدا أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه.

  ومن ذلك قول زياد: إنما هو زجر بالقول، ثم ضرب بالسوط، ثم الثالثة التي لا شوى لها فلا يكونن لسان أحدكم شفرة تجري على أوداجه وليعلم إذا خلا بنفسه أني قد حملت سيفي بيده، فإن شهره لم أغمده وإن أغمده لم أشهره.

  وقوله #: كالغراب، يعني الحرص والجشع والغراب، يقع على الجيفة، ويقع على التمرة، ويقع على الحبة، وفي الأمثال أجشع من غراب وأحرص من غراب.

  وقوله ويحه لو قص يريد لو كان قتل أو مات قبل أن يتلبس بالخلافة لكان خيرا له من أن يعيش ويدخل فيها، ثم قال لهم أفكروا فيما قد قلت فإن كان منكرا فأنكروه، وإن كان حقا فأعينوا عليه.

  وقوله استتروا في بيوتكم نهي لهم عن العصبية والاجتماع والتحزب، فقد كان قوم بعد قتل عثمان تكلموا في قتله من شيعة بني أمية بالمدينة.