شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

156 - ومن كلام له # خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم

صفحة 189 - الجزء 9

١٥٦ - ومن كلام له # خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم

  فَمَنِ اِسْتَطَاعَ عِنْدَ ذَلِكَ أَنْ يَعْتَقِلَ نَفْسَهُ عَلَى اَللَّهِ فَلْيَفْعَلْ وَإِنْ أَطَعْتُمُونِي فَإِنِّي حَامِلُكُمْ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ عَلَى سَبِيلِ اَلْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ ذَا مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ وَمَذَاقَةٍ مَرِيرَةٍ وَأَمَّا فُلاَنَةُ فَأَدْرَكَهَا رَأْيُ اَلنِّسَاءِ وَضِغْنٌ غَلاَ فِي صَدْرِهَا كَمِرْجَلِ اَلْقَيْنِ وَلَوْ دُعِيَتْ لِتَنَالَ مِنْ غَيْرِي مَا أَتَتْ إِلَيَّ لَمْ تَفْعَلْ وَلَهَا بَعْدُ حُرْمَتُهَا اَلْأَوْلَى وَاَلْحِسَابُ عَلَى اَللَّهِ يعتقل نفسه على الله يحبسها على طاعته ثم ذكر أن السبيل التي حملهم عليها وهي سبيل الرشاد ذات مشقة شديدة ومذاقة مريرة لأن الباطل محبوب النفوس فإنه اللهو واللذة وسقوط التكليف وأما الحق فمكروه النفس لأن التكليف صعب وترك الملاذ العاجلة شاق شديد المشقة.

  والضغن الحقد والمرجل قدر كبيرة والقين الحداد أي كغليان قدر من حديد