شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها

صفحة 190 - الجزء 9

فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها

  وفلانة كناية عن أم المؤمنين عائشة أبوها أبو بكر وقد تقدم ذكر نسبه وأمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة تزوجها رسول الله ÷ قبل الهجرة بسنتين بعد وفاة خديجة وهي بنت سبع سنين وبنى عليها بالمدينة وهي بنت تسع سنين وعشرة أشهر وكانت قبله تذكر لجبير بن مطعم وتسمى له وكان رسول الله ÷ رأى في المنام عائشة في سرقة من حرير عند متوفى خديجة فقال إن يكن هذا من عند الله يمضه روي هذا الخبر في المسانيد الصحيحة وكان نكاحه إياها في شوال وبناؤه عليها في شوال أيضا فكانت تحب أن تدخل النساء من أهلها وأحبتها على أزواجهن في شوال وتقول هل كان في نسائه أحظى مني وقد نكحني وبنى علي في شوال ردا بذلك على من يزعم من النساء أن دخول الرجل بالمرأة بين العيدين مكروه.

  وتوفي رسول الله ÷ عنها وهي بنت عشرين سنة واستأذنت رسول الله ÷ في الكنية فقال لها اكتني بابنك عبد الله بن الزبير يعني ابن أختها فكانت تكنى أم عبد الله وكانت فقيهة راوية للشعر ذات حظ من رسول الله ÷ وميل ظاهر إليها وكانت لها عليه جرأة وإدلال لم يزل ينمي ويستشري حتى كان منها في أمره في قصة مارية ما كان من الحديث