فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها
  في ملك معاوية وصلى عليها المسلمون ليلا وأمهم أبو هريرة ونزل في قبرها خمسة من أهلها عبد الله وعروة ابنا الزبير والقاسم وعبد الله ابنا محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن أبي بكر وذلك لسبع عشرة خلت من شهر رمضان من السنة المذكورة.
  فأما قوله فأدركها رأي النساء أي ضعف آرائهن وقد جاء في الخبر لا يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة وجاء إنهن قليلات عقل ودين أو قال ضعيفات ولذلك جعل شهادة المرأتين بشهادة الرجل الواحد والمرأة في أصل الخلقة سريعة الانخداع سريعة الغضب سيئة الظن فاسدة التدبير والشجاعة فيهن مفقودة أو قليلة وكذلك السخاء وأما الضغن فاعلم أن هذا الكلام يحتاج إلى شرح وقد كنت قرأته على الشيخ أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني | أيام اشتغالي عليه بعلم الكلام وسألته عما عنده فيه فأجابني بجواب طويل أنا أذكر محصوله بعضه بلفظه | وبعضه بلفظي فقد شذ عني الآن لفظه كله بعينه قال أول بدء الضغن كان بينها وبين فاطمة # وذلك لأن رسول الله ÷ تزوجها عقيب موت خديجة فأقامها مقامها وفاطمة هي ابنة خديجة ومن المعلوم أن ابنة الرجل إذا ماتت أمها وتزوج أبوها أخرى كان بين الابنة وبين المرأة كدر وشنئان وهذا لا بد منه لأن الزوجة تنفس عليها ميل الأب والبنت تكره ميل أبيها إلى امرأة غريبة كالضرة لأمها بل هي ضرة على الحقيقة وإن كانت الأم ميتة ولأنا لو قدرنا الأم حية لكانت العداوة مضطرمة متسعرة فإذا كانت قد ماتت ورثت ابنتها تلك العداوة وفي المثل عداوة الحماة والكنة وقال الراجز: