فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها
  فإن قلت هذا الكلام يدل على توقفه # في أمرها وأنتم تقولون إنها من أهل الجنة فكيف تجمعون بين مذهبكم وهذا الكلام.
  قلت يجوز أن يكون قال هذا الكلام قبل أن يتواتر الخبر عنده بتوبتها فإن أصحابنا يقولون إنها تابت بعد قتل أمير المؤمنين وندمت وقالت لوددت أن لي من رسول الله ÷ عشرة بنين كلهم ماتوا ولم يكن يوم الجمل وإنها كانت بعد قتله تثني عليه وتنشر مناقبه مع أنهم رووا أيضا أنها عقيب الجمل كانت تبكي حتى تبل خمارها وأنها استغفرت الله وندمت ولكن لم يبلغ أمير المؤمنين # حديث توبتها عقيب الجمل بلاغا يقطع العذر ويثبت الحجة والذي شاع عنها من أمر الندم والتوبة شياعا مستفيضا إنما كان بعد قتله # إلى أن ماتت وهي على ذلك والتائب مغفور له ويجب قبول التوبة عندنا في العدل وقد أكدوا وقوع التوبة منها ما
  روي في الأخبار المشهورة أنها زوجة رسول الله ÷ في الآخرة كما كانت زوجته في الدنيا ومثل هذا الخبر إذا شاع أوجب علينا أن نتكلف إثبات توبتها ولو لم ينقل فكيف والنقل لها يكاد أن يبلغ حد التواتر: مِنْهُ سَبِيلٌ أَبْلَجُ اَلْمِنْهَاجِ أَنْوَرُ اَلسِّرَاجِ فَبِالْإِيمَانِ يُسْتَدَلُّ عَلَى اَلصَّالِحَاتِ وَبِالصَّالِحَاتِ يُسْتَدَلُّ عَلَى اَلْإِيمَانِ وَبِالْإِيمَانِ يُعْمَرُ اَلْعِلْمُ وَبِالْعِلْمِ يُرْهَبُ اَلْمَوْتُ وَبِالْمَوْتِ تُخْتَمُ اَلدُّنْيَا وَبِالدُّنْيَا تُحْرَزُ اَلآْخِرَةُ وَبِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ اَلْجَنَّةُ وَتُبَرَّزُ اَلْجَحِيمُ