شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها

صفحة 204 - الجزء 9

  ذلك لأن كثيرا من الناس يكف عن نهي الظلمة عن المناكير توهما منه أنهم أما إن يبطشوا به فيقتلوه أو يقطعوا رزقه ويحرموه فقال # إن ذلك ليس مما يقرب من الأجل ولا يقطع الرزق.

  وينبغي أن يحمل كلامه # على حال السلامة وغلبة الظن بعدم تطرق الضرر الموفي على مصلحة النهي عن المنكر.

  ثم أمر باتباع الكتاب العزيز ووصفه بما وصفه به.

  وماء ناقع ينقع الغلة أي يقطعها ويروى منها ولا يزيغ يميل فيستعتب يطلب منه العتبى هي الرضا كما يطلب من الظالم يميل فيسترضى.

  قال ولا يخلقه كثرة الرد وولوج السمع هذا من خصائص القرآن المجيد شرفه الله تعالى وذلك أن كل كلام منثور أو منظوم إذا تكررت تلاوته وتردد ولوجه الأسماع مل وسمج واستهجن إلا القرآن فإنه لا يزال غضا طريا محبوبا غير مملول