شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها

صفحة 203 - الجزء 9

  لاَ يَسْتَبْدِلُونَ بِهَا وَلاَ يُنْقَلُونَ عَنْهَا وَإِنَّ اَلْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَاَلنَّهْيَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ لَخُلُقَانِ مِنْ خُلُقِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَإِنَّهُمَا لاَ يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ وَلاَ يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ وَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اَللَّهِ فَإِنَّهُ اَلْحَبْلُ اَلْمَتِينُ وَاَلنُّورُ اَلْمُبِينُ وَاَلشِّفَاءُ اَلنَّافِعُ وَاَلرِّيُّ اَلنَّاقِعُ وَاَلْعِصْمَةُ لِلْمُتَمَسِّكِ وَاَلنَّجَاةُ لِلْمُتَعَلِّقِ لاَ يَعْوَجُّ فَيُقَامَ وَلاَ يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبَ وَلاَ يُخْلِقُهُ كَثْرَةُ اَلرَّدِّ وَوُلُوجُ اَلسَّمْعِ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ سَبَقَ شخصوا من بلد كذا خرجوا ومستقر الأجداث مكان استقرارهم بالقبور وهي جمع جدث.

  ومصاير الغايات جمع مصير والغايات جمع غاية وهي ما ينتهى إليه قال الكميت

  فالآن صرت إلى أمية والأمور إلى مصاير

  ثم ذكر أن أهل الثواب والعقاب كل من الفريقين يقيم بدار لا يتحول منها وهذا كما

  ورد في الخبر أنه ينادي مناد يا أهل الجنة سعادة لا فناء لها ويا أهل النار شقاوة لا فناء لها.

  ثم ذكر أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله سبحانه وذلك لأنه تعالى ما أمر إلا بمعروف وما نهى إلا عن منكر ويبقى الفرق بيننا وبينه أنا يجب علينا النهي عن المنكر بالمنع منه وهو سبحانه لا يجب عليه ذلك لأنه لو منع من إتيان المنكر لبطل التكليف.

  ثم قال إنهما لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق وإنما قال #