شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

157 - ومن خطبة له #

صفحة 207 - الجزء 9

  بعد الشرك وبنا يؤلف بين القلوب بعد الفتنة فقلت الحمد لله على ما وهب لنا من فضله.

  واعلم أن لفظه # المروي في نهج البلاغة يدل على أن الآية المذكورة وهي قوله # {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ}⁣[العنكبوت: ١ - ٢] أنزلت بعد أحد وهذا خلاف قول أرباب التفسير لأن هذه الآية هي أول سورة العنكبوت وهي عندهم بالاتفاق مكية ويوم أحد كان بالمدينة وينبغي أن يقال في هذا إن هذه الآية خاصة أنزلت بالمدينة وأضيفت إلى السورة المكية فصارتا واحدة وغلب عليها نسب المكي لأن الأكثر كان بمكة وفي القرآن مثل هذا كثير كسورة النحل فإنها مكية بالإجماع وآخرها ثلاث آيات أنزلت بالمدينة بعد يوم أحد وهي قوله تعالى {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ١٢٦ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ١٢٧ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}⁣[النحل: ١٢٦ - ١٢٨].

  فإن قلت فلم قال علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله بين أظهرنا قلت لقوله تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}⁣[الأنفال: ٣٣].

  و قوله حيزت عني الشهادة أي منعت.

  قوله ليس هذا من مواطن الصبر كلام عال جدا يدل على يقين عظيم وعرفان تام ونحوه

  قوله وقد ضربه ابن ملجم فزت ورب الكعبة.