شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

161 - ومن خطبة له #

صفحة 230 - الجزء 9

  يجوز أسوة وإسوة وقرئ التنزيل بهما والمساوئ العيوب ساءه كذا يسوؤه سوءا بالفتح ومساءة ومسائية وسوته سواية ومساية بالتخفيف أي ساءه ما رآه مني وسأل سيبويه الخليل عن سوائية فقال هي فعالية بمنزلة علانية والذين قالوا سواية حذفوا الهمزة تخفيفا وهي في الأصل قال وسألته عن مسائية فقال هي مقلوبة وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع الهمزة والذين قالوا مساية حذفوا الهمزة أيضا تخفيفا ومن أمثالهم الخيل تجري في مساويها أي أنها وإن كانت بها عيوب وأوصاب فإن كرمها يحملها على الجري.

  والمخازي جمع مخزاة وهي الأمر يستحى من ذكره لقبحه وأكنافها جوانبها وزوى قبض وزخارف جمع زخرف وهو الذهب

  روي عن رسول الله ÷ أنه قال عرضت علي كنوز الأرض ودفعت إلي مفاتيح خزائنها فكرهتها واخترت الدار الآخرة وجاء في الأخبار الصحيحة أنه كان يجوع ويشد حجرا على بطنه وأنه ما شبع آل محمد من لحم قط وأن فاطمة وبعلها وبنيها كانوا يأكلون خبز الشعير وأنهم آثروا سائلا بأربعة أقراص منه كانوا أعدوها لفطورهم وباتوا جياعا وقد كان رسول الله ÷ ملك قطعة واسعة من الدنيا فلم يتدنس منها بقليل ولا كثير ولقد كانت الإبل التي غنمها يوم حنين أكثر من عشرة آلاف بعير فلم يأخذ منها وبرة لنفسه وفرقها كلها على الناس وهكذا كانت شيمته وسيرته في جميع أحواله إلى أن توفي.

  والصفاق الجلد الباطن الذي فوقه الجلد الظاهر من البطن وشفيفه رقيقه الذي يستشف ما وراءه وبالتفسير الذي فسر # الآية فسرها المفسرون وقالوا إن