161 - ومن خطبة له #
  كبار بالتشديد فأما كبر بالكسر فمعناه أسن والمصدر منهما كبرا بفتح الباء: وَلَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اَللَّهِ ÷ كَافٍ لَكَ فِي اَلْأُسْوَةِ وَدَلِيلٌ لَكَ عَلَى ذَمِّ اَلدُّنْيَا وَعَيْبِهَا وَكَثْرَةِ مَخَازِيهَا وَمَسَاوِيهَا إِذْ قُبِضَتْ عَنْهُ أَطْرَافُهَا وَوُطَّئَتْ لِغَيْرِهِ أَكْنَافُهَا وَفُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا وَزُوِيَ عَنْ زَخَارِفِهَا وَإِنْ شِئْتَ ثَنَّيْتُ بِمُوسَى كَلِيمِ اَللَّهِ ÷ حَيْثُ يَقُولُ {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ٢٤}[القصص: ٢٤] وَاَللَّهِ مَا سَأَلَهُ إِلاَّ خُبْزاً يَأْكُلُهُ لِأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ بَقْلَةَ اَلْأَرْضِ وَلَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُ اَلْبَقْلِ تُرَى مِنْ شَفِيفِ صِفَاقِ بَطْنِهِ لِهُزَالِهِ وَتَشَذُّبِ لَحْمِهِ وَإِنْ شِئْتَ ثَلَّثْتُ بِدَاوُدَ ÷ صَاحِبِ اَلْمَزَامِيرِ وَقَارِئِ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ فَلَقَدْ كَانَ يَعْمَلُ سَفَائِفَ اَلْخُوصِ بِيَدِهِ وَيَقُولُ لِجُلَسَائِهِ أَيُّكُمْ يَكْفِينِي بَيْعَهَا وَيَأْكُلُ قُرْصَ اَلشَّعِيرِ مِنْ ثَمَنِهَا وَإِنْ شِئْتَ قُلْتُ فِي عِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ # فَلَقَدْ كَانَ يَتَوَسَّدُ اَلْحَجَرَ وَيَلْبَسُ اَلْخَشِنَ وَيَأْكُلُ اَلْجَشِبَ وَكَانَ إِدَامُهُ اَلْجُوعَ وَسِرَاجُهُ بِاللَّيْلِ اَلْقَمَرَ وَظِلاَلُهُ فِي اَلشِّتَاءِ مَشَارِقَ اَلْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَفَاكِهَتُهُ وَرَيْحَانُهُ مَا تُنْبِتُ اَلْأَرْضُ لِلْبَهَائِمِ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ تَفْتِنُهُ وَلاَ وَلَدٌ يَحْزُنُهُ وَلاَ مَالٌ يَلْفِتُهُ وَلاَ طَمَعٌ يُذِلُّهُ دَابَّتُهُ رِجْلاَهُ وَخَادِمُهُ يَدَاهُ