شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

162 - ومن خطبة له #

صفحة 238 - الجزء 9

  ومما أكفر الناس به يزيد بن معاوية أنه سماها خبيثة مراغمة لرسول الله ص.

  علا بها ذكره لأنه ÷ إنما انتصر وقهر الأعداء بعد الهجرة ودعوة متلافية أي تتلافى ما فسد في الجاهلية من أديان البشر.

  قوله وبين به الأحكام المفصولة ليس يعني أنها كانت مفصولة قبل أن بينها بل المراد بين به الأحكام التي هي الآن مفصولة عندنا وواضحة لنا لأجل بيانه لها.

  والكبوة مصدر كبا الجواد إذا عثر فوقع إلى الأرض والمآب المرجع والعذاب الوبيل ذو الوبال وهو الهلاك والإنابة الرجوع والسبيل الطريق يذكر ويؤنث والقاصدة ضد الجائرة فإن قلت لم عدى القاصدة بإلى قلت لأنها لما كانت قاصدة تضمنت معنى الإفضاء إلى المقصد فعداها بإلى باعتبار المعنى: أُوصِيكُمْ عِبَادَ اَللَّهِ بِتَقْوَى اَللَّهِ وَطَاعَتِهِ فَإِنَّهَا اَلنَّجَاةُ غَداً وَاَلْمَنْجَاةُ أَبَداً رَهَّبَ فَأَبْلَغَ وَرَغَّبَ فَأَسْبَغَ وَوَصَفَ لَكُمُ اَلدُّنْيَا وَاِنْقِطَاعَهَا وَزَوَالَهَا وَاِنْتِقَالَهَا فَأَعْرِضُوا عَمَّا يُعْجِبُكُمْ فِيهَا لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكُمْ مِنْهَا أَقْرَبُ دَارٍ مِنْ سَخَطِ اَللَّهِ وَأَبْعَدُهَا مِنْ رِضْوَانِ اَللَّهِ