حديث عن إمرئ القيس
  ثم قال وهلم الخطب هذا يقوي رواية من روى عنه أنه # لم يستشهد إلا بصدر البيت كأنه قال دع عنك ما مضى وهلم ما نحن الآن فيه من أمر معاوية فجعل هلم ما نحن فيه من أمر معاوية قائما مقام قول إمرئ القيس
  ولكن حديثا ما حديث الرواحل
  وهلم لفظ يستعمل لازما ومتعديا فاللازم بمعنى تعال قال الخليل أصله لم من قولهم لم الله شعثه أي جمعه كأنه أراد لم نفسك إلينا أي اجمعها واقرب منا وجاءت ها للتنبيه قبلها وحذفت الألف لكثرة الاستعمال وجعلت الكلمتان كلمة واحدة يستوي فيها الواحد والاثنان والجمع والمؤنث والمذكر في لغة أهل الحجاز قال سبحانه {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا}[الأحزاب: ١٨] وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين هلما وللجمع هلموا وعلى ذلك وقد يوصل إذا كان لازما باللام فيقال هلم لك وهلم لكما كما قالوا هيت لك وإذا قيل لك هلم إلى كذا أي تعال إليه قلت لا أهلم مفتوحة الألف والهاء مضمومة الميم فأما المتعدية فهي بمعنى هات تقول هلم كذا وكذا قال الله تعالى {هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ}[الأنعام: ١٥٠] وتقول لمن قال لك ذلك لا أهلمه أي لا أعطيكه يأتي بالهاء ضمير المفعول ليتميز من الأولى.
  يقول # ولكن هات ذكر الخطب فحذف المضاف والخطب الحادث الجليل يعني الأحوال التي أدت إلى أن صار معاوية منازعا في الرئاسة قائما عند كثير من الناس مقامه صالحا لأن يقع في مقابلته وأن يكون ندا له.
  ثم قال فلقد أضحكني الدهر بعد إبكائه يشير إلى ما كان عنده من الكآبة لتقدم من سلف عليه فلم يقنع الدهر له بذلك حتى جعل معاوية نظيرا له فضحك #