شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

حديث عن إمرئ القيس

صفحة 245 - الجزء 9

  بنو ثعل جيرانها وحماتها ... وتمنع من رماة سعد ونائل

  تلاعب أولاد الوعول رباعها ... دوين السماء في رءوس المجادل

  مكللة حمراء ذات أسرة ... لها حبك كأنها من وصائل

  دثار اسم راع كان لإمرئ القيس وتنوفى والقواعل جبال والحزقة القصير الضخم البطن واللبون الإبل ذوات الألبان والقرية موضع معروف بين الجبلين وحائل اسم موضع أيضا وسعد ونائل حيان من طيئ والرباع جمع ربع وهو ما نتج في الربيع والمجادل القصور ومكللة يرجع إلى المجادل مكللة بالصخر والأسرة الطريق وكذلك الحبك والوصائل جمع وصيلة وهو ثوب أمغر الغزل فيه خطوط والنهب الغنيمة والجمع النهاب والانتهاب مصدر انتهبت المال إذا أبحته يأخذه من شاء والنهبى اسم ما أنهب وحجراته نواحيه الواحدة حجرة مثل جمرات وجمرة وصيح في حجراته صياح الغارة والرواحل جمع راحلة وهي الناقة التي تصلح أن ترحل أي يشد الرحل على ظهرها ويقال للبعير راحلة وانتصب حديثا بإضمار فعل أي هات حديثا أو حدثني حديثا ويروى ولكن حديث أي ولكن مرادي أو غرضي حديث فحذف المبتدأ وما هاهنا يحتمل أن تكون إبهامية وهي التي إذا اقترنت باسم نكرة زادته إبهاما وشياعا كقولك أعطني كتابا ما تريد أي كتاب كان ويحتمل أن تكون صلة مؤكدة كالتي في قوله تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ}⁣[النساء: ١٥٥] فأما حديث الثاني فقد ينصب وقد يرفع فمن نصب أبدله من حديث الأول ومن رفع جاز أن يجعل ما موصولة بمعنى الذي وصلتها الجملة أي الذي هو حديث الرواحل ثم حذف صدر الجملة كما حذف في {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ}⁣[الأنعام: ١٥٤] ويجوز أن تجعل ما استفهامية بمعنى أي.