شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

166 - ومن خطبة له # يذكر فيها عجيب خلقة الطاوس

صفحة 276 - الجزء 9

  وَ وَأَى عَلَى نَفْسِهِ أَلاَّ يَضْطَرِبَ شَبَحٌ مِمَّا أَوْلَجَ فِيهِ اَلرُّوحَ إِلاَّ وَجَعَلَ اَلْحِمَامَ مَوْعِدَهُ وَاَلْفَنَاءَ غَايَتَهُ ينحسر من ريشه ينكشف فيسقط ويروى يتحسر.

  تترى أي شيئا بعد شيء وبينهما فترة قال الله تعالى {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى}⁣[المؤمنون: ٤٤] لأنه لم يرسلهم على تراسل بل بعد فترات وهذا مما يغلط فيه قوم فيعتقدون أن تترى للمواصلة والالتصاق وأصلها الواو من الوتر وهو الفرد وفيها لغتان تنون ولا تنون فمن ترك صرفها للمعرفة جعل ألفها ألف تأنيث ومن نونها جعل ألفها للإلحاق.

  قال # وينبت تباعا أي لا فترات بينهما وكذلك حال الريش الساقط يسقط شيئا بعد شيء وينبت جميعا.

  وينحت يتساقط وانحتات الورق تناثرها وناميا زائدا يقول # إذا عاد ريشه عاد مكان كل ريشة ريشة ملونة بلون الريشة الأولى فلا يتخالف الأوائل والأواخر.

  والخضرة الزبرجدية منسوبة إلى الزمرد ولفظة الزبرجد تارة تستعمل له وتارة لهذا الحجر الأحمر المسمى بلخش والعسجد الذهب وعمائق الفطن