شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

166 - ومن خطبة له # يذكر فيها عجيب خلقة الطاوس

صفحة 277 - الجزء 9

  البعيدة القعر والقريحة الخاطر والذهن وبهر غلب وجلاه أظهره ويروى بالتخفيف وأدمج القوائم أحكمها كالحبل المدمج الشديد الفتل.

  والذرة النملة الصغيرة والهمجة واحدة الهمج وهو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمر وأعينها.

  ووأى وعد والوأي الوعد.

  واعلم أن الحكماء ذكروا في الطاوس أمورا قالوا إنه يعيش خمسا وعشرين سنة وهي أقصى عمره ويبيض في السنة الثالثة من عمره عند ما ينتقش لونه ويتم ريشه ويبيض في السنة مرة واحدة اثنتي عشرة بيضة في ثلاثة أيام ويحضنها ثلاثين يوما فيفرخ ويلقي ريشه مع سقوط ورق الشجر وينبته مع ابتداء نبات الورق.

  والدجاج قد يحضن بيض الطاوس وإنما يختار الدجاج لحضانته وإن وجدت الطاوسة لأن الطاوس الذكر يعبث بالأنثى ويشغلها عن الحضانة وربما انفقص البيض من تحتها ولهذه العلة يخبأ كثير من الإناث محاضنها عن ذكرانها ولا تقوى الدجاجة على أكثر من بيضتي طاوس وينبغي أن يتعهد الدجاجة حينئذ بتقريب العلف منها.

  وقال شيخنا أبو عثمان الجاحظ | في كتاب الحيوان إن الطاوسة قد تبيض من الريح بأن يكون في سفالة الريح وفوقها طاوس ذكر فيحمل ريحه فتبيض منه وكذلك القبجة.

  قال وبيض الريح قل أن يفرخ