شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الأشعث بن قيس ونسبه وبعض أخباره

صفحة 294 - الجزء 1

  من عندك فأبى زياد وحدث بينهم وبين زياد شر كاد يكون حربا فرجع منهم قوم إلى رسول الله ÷، وكتب زياد إليه # يشكوهم وفي هذه الوقعة كان الخبر المشهور عن رسول الله ÷ قال لبني وليعة لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن عليكم رجلا عديل نفسي يقتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم قال عمر بن الخطاب فما تمنيت الإمارة إلا يومئذ وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا فأخذ بيد علي # وقال هو هذا.

  ثم كتب لهم رسول الله ÷ إلى زياد فوصلوا إليه بالكتاب وقد توفي رسول الله ÷ وطار الخبر بموته إلى قبائل العرب فارتدت بنو وليعة وغنت بغاياهم وخضبن له أيديهن.

  وقال محمد بن حبيب: كان إسلام بني وليعة ضعيفا وكان رسول الله ÷ يعلم ذلك منهم ولما حج رسول الله ÷ حجة الوداع وانتهى إلى فم الشعب دخل أسامة بن زيد ليبول فانتظره رسول الله ÷ وكان أسامة أسود أفطس فقال بنو وليعة: هذا الحبشي حبسنا فكانت الردة في أنفسهم.

  قال أبو جعفر محمد بن جرير: فأمر أبو بكر زيادا على حضرموت، وأمره بأخذ البيعة على أهلها، واستيفاء صدقاتهم، فبايعوه إلا بني وليعة، فلما خرج ليقبض الصدقات من بني عمرو بن معاوية أخذ ناقة لغلام منهم يعرف بشيطان بن حجر، وكانت صفية نفيسة اسمها شذرة فمنعه الغلام عنها، وقال خذ غيرها فأبى زياد ذلك، ولج فاستغاث شيطان بأخيه العداء بن حجر، فقال لزياد دعها وخذ غيرها فأبى زياد ذلك ولج الغلامان في أخذها، ولج زياد وقال لهما: لا تكونن شذرة عليكما كالبسوس