شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر يوم الجمل ومسير عائشة إلى القتال

صفحة 317 - الجزء 9

  قال وقد روى محمد بن سيرين عن الأحنف بن قيس أنه لقيهما فقالا له مثل مقالتهما الأولى إنما جئنا لطلب الدنيا.

  وقد روى المدائني أيضا نحوا مما روى أبو مخنف قال بعث علي # ابن عباس يوم الجمل إلى الزبير قبل الحرب فقال له إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لكم ألم تبايعني طائعا غير مكره فما الذي رابك مني فاستحللت به قتالي قال فلم يكن له جواب إلا أنه قال لي إنا مع الخوف الشديد لنطمع لم يقل غير ذلك

  قال أبو إسحاق فسألت محمد بن علي بن الحسين # ما تراه يعني بقوله هذا فقال أما والله ما تركت ابن عباس حتى سألته عن هذا فقال يقول إنا مع الخوف الشديد مما نحن عليه نطمع أن نلي مثل الذي وليتم وقال محمد بن إسحاق حدثني جعفر بن محمد # عن أبيه عن ابن عباس قال بعثني علي # يوم الجمل إلى طلحة والزبير وبعث معي بمصحف منشور وإن الريح لتصفق ورقه فقال لي قل لهما هذا كتاب الله بيننا وبينكم فما تريدان فلم يكن لهما جواب إلا أن قالا نريد ما أراد كأنهما يقولان الملك فرجعت إلى علي فأخبرته.

  وقد روى قاضي القضاة | في كتاب المغني عن وهب بن جرير قال قال رجل من أهل البصرة لطلحة والزبير إن لكما فضلا وصحبة فأخبراني عن مسيركما