شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

المقدمة

صفحة 30 - الجزء 1

  فرحا، وزوجته سيدة نساء العالمين، وابنيه سيدا شباب أهل الجنة، فآباؤه آباء رسول الله وأمهاته أمهات رسول الله، وهو مسوط بلحمه ودمه لم يفارقه منذ خلق الله آدم إلى أن مات عبد المطلب بين الأخوين عبد الله وأبي طالب، وأمهما واحدة فكان منهما سيد الناس هذا الأول وهذا التالي وهذا المنذر وهذا الهادي.

  وما أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى وآمن بالله وعبده وكل من في الأرض يعبد الحجر ويجحد الخالق، لم يسبقه أحد إلى التوحيد إلا السابق إلى كل خير محمد رسول الله ÷.

  ذهب أكثر أهل الحديث إلى أنه # أول الناس اتباعا لرسول الله ÷ إيمانا به ولم يخالف في ذلك إلا الأقلون وقد قال هو # أنا الصديق الأكبر وأنا الفاروق الأول، أسلمت قبل إسلام الناس وصليت قبل صلاتهم، ومن وقف على كتب أصحاب الحديث تحقق ذلك وعلمه واضحا، وإليه ذهب الواقدي وابن جرير الطبري وهو القول الذي رجحه ونصره صاحب كتاب الإستيعاب.

  ولأنا إنما نذكر في مقدمة هذا الكتاب جملة من فضائله عنت بالعرض لا بالقصد وجب أن نختصر ونقتصر فلو أردنا شرح مناقبه وخصائصه لاحتجنا إلى كتاب مفرد يماثل حجم هذا بل يزيد عليه وبالله التوفيق.