شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب جعدة بن هبيرة

صفحة 85 - الجزء 10

  فقال عدي أبيت اللعن وأراد أن يعظه أتدري ما تقول هذه الشجرات قال ما تقول قال:

  رب ركب قد أناخوا حولنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال

  ثم أضحوا عصف الدهر بهم ... وكذاك الدهر يودي بالرجال

  فتنغص النعمان يومه ذلك.

  والمذعن المنقاد المطيع والمتلكئ المتوقف والكلم الطيب شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا ÷ رسوله والعمل الصالح أداء الواجبات والنوافل واللفظات من القرآن العزيز.

  والمصعد موضع الصعود ولا شبهة أن السماء أشرف من الأرض على رأي المليين وعلى رأي الحكماء أما أهل الملة فلأن السماء مصعد الأعمال الصالحة ومحل الأنوار ومكان الملائكة وفيها العرش والكرسي والكواكب المدبرات أمرا وأما الحكماء فلأمور أخرى تقتضيها أصولهم: جَعَلَ نُجُومَهَا أَعْلاَماً يَسْتَدِلُّ بِهَا اَلْحَيْرَانُ فِي مُخْتَلِفِ فِجَاجِ اَلْأَقْطَارِ لَمْ يَمْنَعْ ضَوْءَ نُورِهَا اِدْلِهْمَامُ سُجُفِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ وَلاَ اِسْتَطَاعَتْ جَلاَبِيبُ سَوَادِ اَلْحَنَادِسِ أَنْ تَرُدَّ مَا شَاعَ فِي اَلسَّمَاوَاتِ مِنْ تَلَأْلُؤِ نُورِ اَلْقَمَرِ فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ سَوَادُ