نسب جعدة بن هبيرة
  غَسَقٍ دَاجٍ وَلاَ لَيْلٍ سَاجٍ فِي بِقَاعِ اَلْأَرَضِينَ اَلْمُتَطَأْطِئَاتِ وَلاَ فِي يَفَاعِ اَلسُّفْعِ اَلْمُتَجَاوِرَاتِ وَمَا يَتَجَلْجَلُ بِهِ اَلرَّعْدُ فِي أُفُقِ اَلسَّمَاءِ وَمَا تَلاَشَتْ عَنْهُ بُرُوقُ اَلْغَمَامِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ تُزِيلُهَا عَنْ مَسْقَطِهَا عَوَاصِفُ اَلْأَنْوَاءِ وَاِنْهِطَالُ اَلسَّمَاءِ وَيَعْلَمُ مَسْقَطَ اَلْقَطْرَةِ وَمَقَرَّهَا وَمَسْحَبَ اَلذَّرَّةِ وَمَجَرَّهَا وَمَا يَكْفِي اَلْبَعُوضَةَ مِنْ قُوتِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنَ اَلْأُنْثَى فِي بَطْنِهَا أعلاما أي يستدل بها والفجاج جمع فج وهو الطريق في الجبل.
  ثم قال إن ادلهمام سواد الليل أي شدة ظلمته لم يمنع الكواكب من الإضاءة وكذلك أيضا لم يمنع ظلام الليل القمر من تلألؤ نوره وإنما خص القمر بالذكر وإن كان من جملة الكواكب لشرفه بما يظهر للأبصار من عظم حجمه وشدة إضاءته فصار كقوله تعالى {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ٦٨}[الرحمن: ٦٨] وقد روى بعض الرواة ادلهمام بالنصب وجعله مفعولا وضوء نورها بالرفع وجعله فاعلا وهذه الرواية أحسن في صناعة الكتابة لمكان الازدواج أي لا القمر ولا الكواكب تمنع الليل من الظلمة ولا الليل يمنع الكواكب والقمر من الإضاءة.
  والسجف جمع سجف وهو الستر ويجوز فتح السين.
  وشاع تفرق والتلألؤ اللمعان والجلابيب الثياب والغسق الظلمة والساجي الساكن والداجي المظلم والمتطأطئ المنخفض والسفع المتجاورات هاهنا الجبال وسماها سفعا لأن السفعة سواد مشرب بحمرة وكذلك لونها في الأكثر.