شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

184 - من خطبة له #

صفحة 115 - الجزء 10

  ثم قال وما أعد الله سبحانه للمطيعين منهم والعصاة يجوز أن تكون ما معطوفة على عيوبها فيكون موضعها نصبا ويجوز أن يكون موضعها جرا ويكون من تتمة أقسام ما يعتبر به والأول أحسن.

  ثم قال # إني أحمد الله كما استحمد إلى خلقه استحمد إليهم فعل ما يوجب عليهم حمده.

  ثم قال إنه سبحانه جعل لكل شيء من أفعاله قدرا أي فعله مقدرا محدود الغرض اقتضى ذلك القدر وتلك الكيفية كما قال سبحانه {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ٨}⁣[الرعد: ٨].

  و جعل لكل شيء مقدر وقتا ينتهي إليه وينقطع عنده وهو الأجل.

  ولكل أجل كتابا أي رقوما تعرفها الملائكة فتعلم انقضاء عمر من ينقضي عمره وعدم ما ألطافهم في معرفة عدمه: مِنْهَا فِي ذِكْرِ اَلْقُرْآنِ فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ وَصَامِتٌ نَاطِقٌ حُجَّةُ اَللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ أَخَذَ عَلَيْهِ مِيثَاقَهُمْ وَاِرْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ أَتَمَّ نُورَهُ وَأَكْرَمَ بِهِ دِينَهُ وَقَبَضَ نَبِيَّهُ ÷ وَقَدْ فَرَغَ إِلَى اَلْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ اَلْهُدَى بِهِ فَعَظِّمُوا مِنْهُ سُبْحَانَهُ مَا عَظَّمَ مِنْ نَفْسِهِ فَإِنَّهُ لَمْ يُخْفِ عَنْكُمْ شَيْئاً مِنْ دِينِهِ وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً رَضِيَهُ أَوْ كَرِهَهُ إِلاَّ وَجَعَلَ لَهُ عَلَماً بَادِياً وَآيَةً مُحْكَمَةً تَزْجُرُ عَنْهُ أَوْ تَدْعُو إِلَيْهِ فَرِضَاهُ فِيمَا بَقِيَ وَاحِدٌ وَسَخَطُهُ فِيمَا بَقِيَ وَاحِدٌ