سياسة علي وجريها على سياسة الرسول #
  دَابِرَ الْكَافِرِينَ ٧}[الأنفال: ٧] قال المفسرون الطائفتان العير ذات اللطيمة الواصلة إلى مكة من الشام صحبة أبي سفيان بن حرب وإليها كان خروج المسلمين والأخرى الجيش ذو الشوكة وكان # قد وعدهم بإحدى الطائفتين فكرهوا الحرب وأحبوا الغنيمة.
  قال وهم الذين فروا عنه ÷ يوم أحد وأسلموه وأصعدوا في الجبل وتركوه حتى شج الأعداء وجهه وكسروا ثنيته وضربوه على بيضته حتى دخل جماجمه ووقع من فرسه إلى الأرض بين القتلى وهو يستصرخ بهم ويدعوهم فلا يجيبه أحد منهم إلا من كان جاريا مجرى نفسه وشديد الاختصاص به وذلك قوله تعالى {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}[آل عمران: ١٥٣] أي ينادي فيسمع نداءه آخر الهاربين لا أولهم لأن أولهم أوغلوا في الفرار وبعدوا عن أن يسمعوا صوته وكان قصارى الأمر أن يبلغ صوته واستصراخه من كان على ساقة الهاربين منهم.
  قال ومنهم الذين عصوا أمره في ذلك اليوم حيث أقامهم على الشعب في الجبل وهو الموضع الذي خاف أن تكر عليه منه خيل العدو من ورائه وهم أصحاب عبد الله بن جبير فإنهم خالفوا أمره وعصوه فيما تقدم به إليهم ورغبوا في الغنيمة ففارقوا مركزهم حتى دخل الوهن على الإسلام بطريقهم لأن خالد بن الوليد كر في عصابة من الخيل فدخل من الشعب الذي كانوا يحرسونه فما أحس المسلمون بهم إلا وقد غشوهم بالسيوف من خلفهم فكانت الهزيمة وذلك قوله تعالى {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ