شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر أقوال من طعن في سياسة علي والرد عليها

صفحة 234 - الجزء 10

  الحمراء وأن الناس قد قعدوا لهم برأس كل محجة وعلى كل طريق فجعلوهم مرمى العر والعضيهة ومقذف القشب والأفيكة وقد علمتم أنها لم تأت عثمان إلا كرها تجبذ من ورائها وإني خائف إن قتل أن تكون من بني أمية بمناط الثريا إن لم نصر كرصيف الأساس المحكم ولئن وهى عمود البيت لتتداعين جدرانه والذي عيب عليه إطعامكما الشام واليمن ولا شك أنكما تابعاه إن لم تحذرا وأما أنا فمساعف كل مستشير ومعين كل مستصرخ ومجيب كل داع أتوقع الفرصة فأثب وثبة الفهد أبصر غفلة مقتنصة ولو لا مخافة عطب البريد وضياع الكتب لشرحت لكما من الأمر ما لا تفزعان معه إلى أن يحدث الأمر فجدا في طلب ما أنتما ولياه وعلى ذلك فليكن العمل إن شاء الله وكتب في آخره:

  وما بلغت عثمان حتى تخطمت ... رجال ودانت للصغار رجال

  لقد رجعت عودا على بدء كونها ... وإن لم تجدا فالمصير زوال

  سيبدي مكنون الضمائر قولهم ... ويظهر منهم بعد ذاك فعال

  فإن تقعدا لا تطلبا ما ورثتما ... فليس لنا طول الحياة مقال

  نعيش بدار الذل في كل بلدة ... وتظهر منا كأبة وهزال

  فلما ورد الكتاب على معاوية أذن في الناس الصلاة جامعة ثم خطبهم خطبة المستنصر المستصرخ.

  وفي أثناء ذلك ورد عليه قبل أن يكتب الجواب كتاب مروان بقتل عثمان وكانت نسخته وهب الله لك أبا عبد الرحمن قوة العزم وصلاح النية ومن عليك بمعرفة الحق واتباعه فإني كتبت إليك هذا الكتاب بعد قتل عثمان أمير المؤمنين