شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر أقوال من طعن في سياسة علي والرد عليها

صفحة 239 - الجزء 10

  عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما

  تحية من أهدى السلام لأهله ... إذا شط دارا عن مزارك سلما

  فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما

  وكتب إلى الوليد بن عقبة يا ابن عقبة كن الجيش وطيب العيش أطيب من سفع سموم الجوزاء عند اعتدال الشمس في أفقها إن عثمان أخاك أصبح بعيدا منك فاطلب لنفسك ظلا تستكن به إني أراك على التراب رقودا وكيف بالرقاد بك لا رقاد لك فلو قد استتب هذا الأمر لمريده ألفيت كشريد النعام يفزع من ظل الطائر وعن قليل تشرب الرنق وتستشعر الخوف أراك فسيح الصدر مسترخي اللبب رخو الحزام قليل الاكتراث وعن قليل يجتث أصلك والسلام.

  وكتب في آخر الكتاب

  اخترت نومك أن هبت شآمية ... عند الهجير وشربا بالعشيات

  على طلابك ثأرا من بني حكم ... هيهات من راقد طلاب ثارات

  وكتب إلى يعلى بن أمية حاطك الله بكلاءته وأيدك بتوفيقه كتبت إليك صبيحة ورد علي كتاب مروان بخبر قتل أمير المؤمنين وشرح الحال فيه وإن أمير المؤمنين طال به العمر حتى نقصت قواه وثقلت نهضته وظهرت الرعشة في أعضائه فلما رأى ذلك أقوام لم يكونوا عنده موضعا للإمامة والأمانة وتقليد الولاية وثبوا به وألبوا عليه فكان أعظم ما نقموا عليه وعابوه به ولايتك اليمن وطول مدتك عليها ثم ترامى بهم الأمر حالا بعد حال