شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر أقوال من طعن في سياسة علي والرد عليها

صفحة 250 - الجزء 10

  كان يوحشهم ولا يستميلهم لم يفارقوه ويصيروا إلى عدوه وهذا يخالف حكم السياسة وما يجب من تألف قلوب الأصحاب والرعية.

  والجواب أنا أولا لا ننكر أن يكون كل من رغب في حطام الدنيا وزخرفها وأحب العاجل من ملاذها وزينتها يميل إلى معاوية الذي يبذل منها كل مطلوب ويسمح بكل مأمول ويطعم خراج مصر عمرو بن العاص ويضمن لذي الكلاع وحبيب بن مسلمة ما يوفي على الرجاء والاقتراح وعلي # لا يعدل فيما هو أمين عليه من مال المسلمين عن قضية الشريعة وحكم الملة حتى يقول خالد بن معمر السدوسي لعلباء بن الهيثم وهو يحمله على مفارقة علي # واللحاق بمعاوية اتق الله يا علباء في عشيرتك وانظر لنفسك ولرحمك ما ذا تؤمل عند رجل أردته على أن يزيد في عطاء الحسن والحسين دريهمات يسيرة ريثما يرأبان بها ظلف عيشهما فأبى وغضب فلم يفعل.

  فأما عقيل فالصحيح الذي اجتمع ثقات الرواة عليه أنه لم يجتمع مع معاوية إلا بعد وفاة أمير المؤمنين # ولكنه لازم المدينة ولم يحضر حرب الجمل وصفين وكان ذلك بإذن أمير المؤمنين # وقد كتب عقيل إليه بعد الحكمين يستأذنه في القدوم عليه الكوفة بولده وبقية أهله فأمره # بالمقام وقد روي في خبر مشهور أن معاوية وبخ سعيد بن العاص على تأخيره عنه في صفين فقال سعيد لو دعوتني لوجدتني قريبا ولكني جلست مجلس عقيل وغيره من بني هاشم ولو أوعبنا لأوعبوا.

  وأما النجاشي فإنه شرب الخمر في شهر رمضان فأقام علي # الحد عليه