من أخبار طلحة والزبير
  السيف شيئا فقمت في مقامه فرأيت ذباب السيف فأخبرته وقلت إن ذباب السيف ليظهر لمن قام في هذا الموضع فقال ذاك أعجل الرجل وروى شيخنا أبو عثمان قال كتب مصعب بن الزبير إلى عبد الملك من مصعب بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد
  ستعلم يا فتى الزرقاء أني
  سأهتك عن حلائلك الحجابا
  وأترك بلدة أصبحت فيها
  تهور من جوانبها خرابا
  أما إن لله على الوفاء بذلك إلا أن تتراجع أو تتوب ولعمري ما أنت كعبد الله بن الزبير ولا مروان كالزبير بن العوام حواري رسول الله ÷ وابن عمته فسلم الأمر إلى أهله فإن نجاتك بنفسك أعظم الغنيمتين والسلام.
  فكتب إليه عبد الملك من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى الذلول الذي أخطأ من سماه المصعب سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد
  أتوعدني ولم أر مثل يومي
  خشاش الطير يوعدن العقابا
  متى تلق العقاب خشاش طير
  يهتك عن مقاتلها الحجابا
  أتوعد بالذئاب أسود غاب
  وأسد الغاب تلتهم الذئابا
  أما ما ذكرت من وفائك فلعمري لقد وفى أبوك لتيم وعدي بعداء قريش وزعانفها حتى إذا صارت الأمور إلى صاحبها عثمان الشريف النسب الكريم الحسب بغاة الغوائل وأعد له المخاتل حتى نال منه حاجته ثم دعا الناس إلى علي وبايعه فلما