من أخبار طلحة والزبير
  دانت له أمور الأمة وأجمعت له الكلمة وأدركه الحسد القديم لبني عبد مناف فنقض عهده ونكث بيعته بعد توكيدها ففَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ وتمزقت لحمه الضباع بوادي السباع ولعمري إنك تعلم يا أخا بني عبد العزى بن قصي أنا بنو عبد مناف لم نزل سادتكم وقادتكم في الجاهلية والإسلام ولكن الحسد دعاك إلى ما ذكرت ولم ترث ذلك عن كلالة بل عن أبيك ولا أظن حسدك وحسد أخيك يئول بكما إلا إلى ما آل إليه حسد أبيكما من قبل وَلا يَحِيقُ اَلْمَكْرُ اَلسَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ وَسَيَعْلَمُ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.
  وروى أبو عثمان أيضا قال دخل الحسن بن علي # على معاوية وعنده عبد الله بن الزبير وكان معاوية يحب أن يغري بين قريش فقال يا أبا محمد أيهما كان أكبر سنا علي أم الزبير فقال الحسن ما أقرب ما بينهما وعلي أسن من الزبير رحم الله عليا فقال ابن الزبير رحم الله الزبير وهناك أبو سعيد بن عقيل بن أبي طالب فقال يا عبد الله وما يهيجك من أن يترحم الرجل على أبيه قال وأنا أيضا ترحمت على أبي قال أتظنه ندا له وكفؤا قال وما يعدل به عن ذلك كلاهما من قريش وكلاهما دعا إلى نفسه ولم يتم له قال دع ذاك عنك يا عبد الله إن عليا من قريش ومن الرسول ÷ حيث تعلم ولما دعا إلى نفسه أتبع فيه وكان رأسا ودعا الزبير إلى أمر وكان الرأس فيه امرأة ولما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وولى مدبرا قبل أن يظهر الحق فيأخذه أو يدحض الباطل فيتركه فأدركه رجل لو قيس ببعض أعضائه لكان أصغر فضرب عنقه وأخذ سلبه وجاء برأسه ومضى علي قدما كعادته مع ابن عمه رحم الله عليا