شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

207 - ومن خطبة له #

صفحة 70 - الجزء 11

  أبي بكر الصديق كان ناكحا أم الخير ابنة أخته فليس بصحيح ولكنها ابنة عمه لأنها ابنة صخر بن عامر وعثمان هو ابن عمرو بن عامر والعجب لمن اتبعه من فضلاء الإمامية على هذه المقالة من غير تحقيق لها من كتب الأنساب وكيف تتصور هذه الواقعة في قريش ولم يكن أحد منهم مجوسيا ولا يهوديا ولا كان من مذهبهم حل نكاح بنات الأخ ولا بنات الأخت.

  ثم نعود لإتمام حكاية كلام شيخنا أبي عثمان قال ومتى يقدر الناس حفظك الله على رجل مسلم من كل ابنة ومبرأ من كل آفة في جميع آبائه وأمهاته وأسلافه وأصهاره حتى تسلم له أخواله وأعمامه وخالاته وعماته وأخواته وبناته وأمهات نسائه وجميع من يناسبه من قبل جداته وأجداده وأصهاره وأختانه ولو كان ذلك موجودا لما كان لنسب رسول الله ÷ فضيلة في النقاء والتهذيب وفي التصفية والتنقيح

  قال رسول الله ÷ ما مسني عرق سفاح قط وما زلت أنقل من الأصلاب السليمة من الوصوم والأرحام البريئة من العيوب فلسنا نقضي لأحد بالنقاء من جميع الوجوه إلا لنسب من صدقه القرآن واختاره الله على جميع الأنام وإلا فلا بد من شيء يكون في نفس الرجل أو في طرفيه أو في بعض أسلافه أو في بعض أصهاره ولكنه يكون مغطى بالصلاح ومحجوبا بالفضائل ومغمورا بالمناقب.

  ولو تأملت أحوال الناس لوجدت أكثرهم عيوبا أشدهم تعييبا قال الزبرقان من بدر ما استب رجلان إلا غلب ألأمهما وقال خصلتان كثيرتان في امرئ السوء