شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر بعض أحوال العارفين والأولياء

صفحة 74 - الجزء 11

  وقيل لأبي يعقوب السوسي هل يتأسف العارف على شيء غير الله فقال وهل يرى شيئا غيره ليتأسف عليه.

  وقال أبو يزيد العارف طيار والزاهد سيار.

  وقال الجنيد لا يكون العارف عارفا حتى يكون كالأرض يطؤها البر والفاجر وكالسحاب يظل كل شيء وكالمطر يسقى ما ينبت وما لا ينبت.

  وقال يحيى بن معاذ يخرج العارف من الدنيا ولا يقضى وطره من شيئين بكائه على نفسه وحبه لربه.

  وكان ابن عطاء يقول أركان المعرفة ثلاثة الهيبة والحياء والأنس وقال بعضهم العارف أنس بالله فأوحشه من خلقه وافتقر إلى الله فأغناه عن خلقه وذل لله فأعزه في خلقه.

  وقال بعضهم العارف فوق ما يقول والعالم دون ما يقول.

  وقال أبو سليمان الداراني إن الله يفتح للعارف على فراشه ما لا يفتح للعابد وهو قائم يصلي.

  وكان رويم يقول رياء العارفين أفضل من إخلاص العابدين.

  وسئل أبو تراب النخشبي عن العارف فقال هو الذي لا يكدره شيء ويصفو به كل شي ء.

  وقال بعضهم المعرفة أمواج ترفع وتحط.

  وسئل يحيى بن معاذ عن العارف فقال الكائن البائن.

  وقيل ليس بعارف من وصف المعرفة عند أبناء الآخرة فكيف عند أبناء الدنيا.

  وقال محمد بن الفضل المعرفة حياة القلب مع الله.

  وسئل أبو سعيد الخراز هل يصير العارف إلى حال يجفو عليه البكاء قال