ذكر بعض أحوال العارفين والأولياء
  نعم إنما البكاء في أوقات سيرهم إلى الله فإذا صاروا إلى حقائق القرب وذاقوا طعم الوصول زال عنهم ذلك.
  واعلم أن إطلاق أمير المؤمنين # عليهم لفظة الولاية في قوله يتواصلون بالولاية ويتلاقون بالمحبة يستدعي الخوض في مقامين جليلين من مقامات العارفين المقام الأول الولاية وهو مقام جليل قال الله تعالى {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢}[يونس: ٦٢] وجاء في الخبر الصحيح عن النبي ÷ يقول الله تعالى من آذى لي وليا فقد استحل محارمي وما تقرب إلي العبد بمثل أداء ما فرضت عليه ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ولا ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه.
  واعلم أن الولي له معنيان أحدهما فعيل بمعنى مفعول كقتيل وجريح وهو من يتولى الله أمره كما قال الله تعالى {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ١٩٦}[الأعراف: ١٩٦] فلا يكله إلى نفسه لحظة عين بل يتولى رعايته.
  وثانيهما فعيل بمعنى فاعل كنذير وعليم وهو الذي يتولى طاعة الله وعبادته فلا يعصيه.
  ومن شرط كون الولي وليا ألا يعصي مولاه وسيده كما أن من شرط كون النبي