ذكر بعض أحوال العارفين والأولياء
  نبيا العصمة فمن ظن فيه أنه من الأولياء ويصدر عنه ما للشرع فيه اعتراض فليس بولي عند أصحاب هذا العلم بل هو مغرور مخادع.
  ويقال إن أبا يزيد البسطامي قصد بعض من يوصف بالولاية فلما وافى مسجده قعد ينتظر خروجه فخرج الرجل وتنخم في المسجد فانصرف أبو يزيد ولم يسلم عليه وقال هذا رجل غير مأمون على أدب من آداب الشريعة كيف يكون أمينا على أسرار الحق.
  وقال إبراهيم بن أدهم لرجل أتحب أن تكون لله وليا قال نعم قال لا ترغب في شيء من الدنيا ولا من الآخرة وفرغ نفسك لله وأقبل بوجهك عليه ليقبل عليك ويواليك.
  وقال يحيى بن معاذ في صفة الأولياء هم عباد تسربلوا بالأنس بعد المكابدة وادرعوا بالروح بعد المجاهدة بوصولهم إلى مقام الولاية.
  وكان أبو يزيد يقول أولياء الله عرائس الله ولا يرى العرائس إلا المحارم فهم مخدرون عنده في حجاب الأنس لا يراهم أحد في الدنيا ولا في الآخرة.
  وقال أبو بكر الصيدلاني كنت أصلح لقبر أبي بكر الطمستاني لوحا أنقر فيه اسمه فيسرق ذلك اللوح فأنقر له لوحا آخر وأنصبه على قبره فيسرق وتكرر ذلك كثيرا دون غيره من ألواح القبور فكنت أتعجب منه فسألت أبا علي الدقاق عن ذلك فقال إن ذلك الشيخ آثر الخفاء في الدنيا وأنت تريد أن تشهره باللوح الذي تنصبه على قبره فالله سبحانه يأبى إلا إخفاء قبره كما هو ستر نفسه.
  وقال بعضهم إنما سمي الولي وليا لأنه توالت أفعاله على الموافقة.