ذكر بعض أحوال العارفين والأولياء
  وقال أبو يعقوب السوسي حقيقة المحبة أن ينسى العبد حظه من الله وينسى حوائجه إليه.
  قيل للنصرآباذي يقولون إنه ليس لك من المحبة شيء قال صدقوا ولكن لي حسراتهم فهو ذو احتراق فيه.
  وقال النصرآباذي أيضا المحبة مجانبة السلو على كل حال ثم أنشد:
  ومن كان في طول الهوى ذاق سلوة ... فإني من ليلى لها غير ذائق
  وأكثر شيء نلته في وصالها ... أماني لم تصدق كلمحة بارق
  وكان يقال الحب أوله خبل وآخره قتل.
  وقال أبو علي الدقاق في معنى قول النبي ÷ حبك الشيء يعمي ويصم قال يعمي ويصم عن الغير إعراضا وعن المحبوب هيبة ثم أنشد:
  إذا ما بدا لي تعاظمته ... فأصدر في حال من لم يره
  وقال الجنيد سمعت الحارث المحاسبي يقول المحبة إقبالك على المحبوب بكليتك ثم إيثارك له على نفسك ومالك وولدك ثم موافقتك له في جميع الأمور سرا وجهرا ثم اعتقادك بعد ذلك أنك مقصر في محبته.
  وقال الجنيد سمعت السري يقول لا تصلح المحبة بين اثنين حتى يقول الواحد للآخر يا أنا.
  وقال الشبلي المحب إذا سكت هلك والعارف إذا لم يسكت هلك.
  وقيل المحبة نار في القلب تحرق ما سوى ود المحبوب.
  وقيل المحبة بذل الجهد والحبيب يفعل ما يشاء.
  وقال الثوري المحبة هتك الأستار وكشف الأسرار.