شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

209 - ومن خطبة له # خطبها بصفين

صفحة 100 - الجزء 11

  فخذ منه ومن أبى فاستحلفه وكله إلى الله فلأن يلقوا الله بجرائمهم أحب إلي من أن ألقاه بعذابهم.

  فضيل بن عياض ما ينبغي أن تتكلم بفيك كله أتدري من كان يتكلم بفيه كله عمر بن الخطاب كان يعدل في رعيته ويجور على نفسه ويطعمهم الطيب ويأكل الغليظ ويكسوهم اللين ويلبس الخشن ويعطيهم الحق ويزيدهم ويمنع ولده وأهله أعطى رجلا عطاءه أربعة آلاف درهم ثم زاده ألفا فقيل له ألا تزيد ابنك عبد الله كما تزيد هذا فقال إن هذا ثبت أبوه يوم أحد وإن عبد الله فر أبوه ولم يثبت.

  وكان يقال لا يكون العمران إلا حيث يعدل السلطان.

  وكان يقال العدل حصن وثيق في رأس نيق لا يحطمه سيل ولا يهدمه منجنيق.

  وقع المأمون إلى عامل كثر التظلم منه أنصف من وليت أمرهم وإلا أنصفهم منك من ولي أمرك.

  بعض السلف العدل ميزان الله والجور مكيال الشيطان