209 - ومن خطبة له # خطبها بصفين
  العدل من عمالي فليتكئ في مجلسي كيف شاء وليتمن على ما شاء فلن تخطئه أمنيته والله المجازي كلا بعمله.
  قال رجل لسليمان بن عبد الملك وهو جالس للمظالم يا أمير المؤمنين ألم تسمع قول الله تعالى {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ٤٤}[الأعراف: ٤٤] قال ما خطبك قال وكيلك اغتصبني ضيعتي وضمها إلى ضيعتك الفلانية قال فإن ضيعتي لك وضيعتك مردودة إليك ثم كتب إلى الوكيل بذلك وبصرفه عن عمله.
  ورقى إلى كسرى قباذ أن في بطانة الملك قوما قد فسدت نياتهم وخبثت ضمائرهم لأن أحكام الملك جرت على بعضهم لبعضهم فوقع في الجواب أنا أملك الأجساد لا النيات وأحكم بالعدل لا بالهوى وأفحص عن الأعمال لا عن السرائر.
  وتظلم أهل الكوفة إلى المأمون من واليهم فقال ما علمت في عمالي أعدل ولا أقوم بأمر الرعية ولا أعود بالرفق منه فقال له منهم واحد فلا أحد أولى منك يا أمير المؤمنين بالعدل والإنصاف وإذا كان بهذه الصفة فمن عدل أمير المؤمنين أن يوليه بلدا بلدا حتى يلحق أهل كل بلد من عدله مثل ما لحقنا منه ويأخذوا بقسطهم منه كما أخذ منه سواهم وإذا فعل أمير المؤمنين ذلك لم يصب الكوفة منه أكثر من ثلاث سنين فضحك وعزله.
  كتب عدي بن أرطاة إلى عمر بن عبد العزيز أما بعد فإن قبلنا قوما لا يؤدون الخراج إلا أن يمسهم نصب من العذاب فاكتب إلى أمير المؤمنين برأيك فكتب أما بعد فالعجب لك كل العجب تكتب إلي تستأذنني في عذاب البشر كأن إذني لك جنة من عذاب الله أو كان رضاي ينجيك من سخط الله فمن أعطاك ما عليه عفوا