شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

210 - ومن خطبة له #

صفحة 103 - الجزء 11

  أمرهم على الكبر

  قال النبي ÷ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر وقال ÷ لو لا ثلاث مهلكات لصلح الناس شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه.

  وكان يقال ليس لمعجب رأي ولا لمتكبر صديق.

  وكان أبو مسلم صاحب الدولة يقول ما تاه إلا وضيع ولا فاخر إلا لقيط ولا تعصب إلا دخيل.

  وقال عمر لبعض ولده التمس الرفعة بالتواضع والشرف بالدين والعفو من الله بالعفو عن الناس وإياك والخيلاء فتضع من نفسك ولا تحقرن أحدا لأنك لا تدري لعل من تزدريه عيناك أقرب إلى الله وسيلة منك.

  ومنها قوله # قد كرهت أن تظنوا بي حب الإطراء واستماع الثناء قد روي عن النبي ÷ أنه قال احثوا في وجوه المداحين التراب وقال عمر المدح هو الذبح.

  وكان يقال إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك.

  ويقال إن في بعض الكتب المنزلة القديمة عجبا لمن قيل فيه الخير وليس فيه كيف يفرح ولمن قيل فيه الشر وليس فيه كيف يغضب وأعجب من ذلك من أحب نفسه على اليقين وأبغض الناس على الظن.

  وكان يقال لا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك.

  وقال رجل لعبد الملك إني أريد أن أسر إليك يا أمير المؤمنين شيئا فقال لمن حوله