210 - ومن خطبة له #
  لا المنطق اللغو يزكو في مقاومه ... يوما ولا حجة الملهوف تستلب
  كأنما هو في نادي قبيلته ... لا القلب يهفو ولا الأحشاء تضطرب
  ومن هذا المعنى قول أبي الجهم العدوي في معاوية:
  نقلبه لنخبر حالتيه ... فنخبر منهما كرما ولينا
  نميل على جوانبه كأنا ... إذا ملنا نميل على أبينا
  ومنها قوله # لا تظنوا بي استثقال رفع الحق إلي فإنه من استثقل الحق أن يقال له كان العمل به عليه أثقل.
  هذا معنى لطيف ولم أسمع منه شيئا منثورا ولا منظوما.
  ومنها قوله # ولا تكفوا عن قول بحق أو مشورة بعدل.
  قد ورد في المشورة شيء كثير قال الله تعالى {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}[آل عمران: ١٥٩].
  و كان يقال إذا استشرت إنسانا صار عقله لك.
  وقال أعرابي ما غبنت قط حتى يغبن قومي قيل وكيف ذاك قال لا أفعل شيئا حتى أشاورهم.
  وكان يقال من أعطي الاستشارة لم يمنع الصواب ومن أعطي الاستخارة لم يمنع الخيرة ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول ومن أعطي الشكر لم يمنع المزيد.
  وفي آداب ابن المقفع لا يقذفن في روعك أنك إذا استشرت الرجال ظهر منك للناس حاجتك إلى رأي غيرك فيقطعك ذلك عن المشاورة فإنك لا تريد الرأي للفخر