شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

210 - ومن خطبة له #

صفحة 107 - الجزء 11

  ولكن للانتفاع به ولو أنك أردته للذكر لكان أحسن الذكر عند العقلاء أن يقال إنه لا ينفرد برأيه دون ذوي الرأي من إخوانه.

  ومنها أن يقال ما معنى قوله # وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء إلى قوله لا بد من إمضائها فنقول إن معناه أن بعض من يكره الإطراء والثناء قد يحب ذلك بعد البلاء والاختبار كما قال مرداس بن أدية لزياد إنما الثناء بعد البلاء وإنما نثني بعد أن نبتلي فقال لو فرضنا أن ذلك سائغ وجائز وغير قبيح لم يجز لكم أن تثنوا علي في وجهي ولا جاز لي أن أسمعه منكم لأنه قد بقيت علي بقية لم أفرغ من أدائها وفرائض لم أمضها بعد ولا بد لي من إمضائها وإذا لم يتم البلاء الذي قد فرضنا أن الثناء يحسن بعده لم يحسن الثناء.

  ومعنى قوله لإخراجي نفسي إلى الله وإليكم أي لاعترافي بين يدي الله وبمحضر منكم أن علي حقوقا في إيالتكم ورئاستي عليكم لم أقم بها بعد وأرجو من الله القيام بها.

  ومنها أن يقال ما معنى قوله فلا تخالطوني بالمصانعة فنقول إن معناه لا تصانعوني بالمدح والإطراء عن عمل الحق كما يصانع به كثير من الولاة الذين يستفزهم المدح ويستخفهم الإطراء والثناء فيغمضون عن اعتماد كثير من الحق مكافأة لما صونعوا به من التقريظ والتزكية والنفاق.

  ومنها قوله # فإني لست بفوق أن أخطئ هذا اعتراف منه # بعدم العصمة فإما أن يكون الكلام على ظاهره أو يكون قاله على سبيل هضم