210 - ومن خطبة له #
صفحة 108
- الجزء 11
  النفس
  كما قال رسول الله ÷ ولا أنا إلا أن يتداركني الله برحمته.
  ومنها قوله # أخرجنا مما كنا فيه فأبدلنا بعد الضلالة بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى ليس هذا إشارة إلى خاص نفسه # لأنه لم يكن كافرا فأسلم ولكنه كلام يقوله ويشير به إلى القوم الذين يخاطبهم من أفناء الناس فيأتي بصيغة الجمع الداخلة فيها نفسه توسعا ويجوز أن يكون معناه لو لا ألطاف الله تعالى ببعثة محمد ÷ لكنت أنا وغيري على أصل مذهب الأسلاف من عبادة الأصنام كما قال تعالى لنبيه {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧}[الضحى: ٧] ليس معناه أنه كان كافرا بل معناه لو لا اصطفاه الله تعالى لك لكنت كواحد من قومك ومعنى وَوَجَدَكَ ضَالاًّ أي ووجدك بعرضة للضلال فكأنه ضال بالقوة لا بالفعل