211 - ومن كلام له #
  فصل في أن جعفرا وحمزة لو كان حيين لبايعا عليا
  وسألت النقيب أبا جعفر يحيى بن محمد بن أبي يزيد | قلت له أتقول إن حمزة وجعفرا لو كانا حيين يوم مات رسول الله ÷ أكانا يبايعانه بالخلافة فقال نعم كانا أسرع إلى بيعة من النار في يبس العرفج فقلت له أظن أن جعفرا كان يبايعه ويتابعه وما أظن حمزة كذلك وأراه جبارا قوي النفس شديد الشكيمة ذاهبا بنفسه شجاعا بهمه وهو العم والأعلى سنا وآثاره في الجهاد معروفة وأظنه كان يطلب الخلافة لنفسه.
  فقال الأمر في أخلاقه وسجاياه كما ذكرت ولكنه كان صاحب دين متين وتصديق خالص لرسول الله ÷ ولو عاش لرأى من أحوال علي # مع رسول الله ÷ ما يوجب أن يكسر له نخوته وأن يقيم له صعره وأن يقدمه على نفسه وأن يتوخى رضا الله ورضا رسوله فيه وإن كان بخلاف إيثاره.
  ثم قال أين خلق حمزة السبعي من خلق علي الروحاني اللطيف الذي جمع بينه وبين خلق حمزة فاتصفت بهما نفس واحدة وأين هيولانية نفس حمزة وخلوها من العلوم من نفس علي القدسية التي أدركت بالفطرة لا بالقوة التعليمية ما لم تدركه نفوس مدققي الفلاسفة الإلهيين لو أن حمزة حيي حتى رأى من علي ما رآه غيره لكان أتبع له من ظله وأطوع له من أبي ذر والمقداد أما قولك هو والعم والأعلى سنا فقد كان العباس العم والأعلى سنا وقد عرفت ما بذله له وندبه إليه وكان أبو سفيان كالعم وكان أعلى سنا وقد عرفت ما عرضه عليه ثم قال ما زالت الأعمام تخدم أبناء الإخوة وتكون أتباعا لهم ألست ترى داود بن