شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بعض الأشعار والحكايات في وصف القبور والموتى

صفحة 166 - الجزء 11

  قوله حتى فتر معلله لأن معللي المرض في أوائل المرض يكون عندهم نشاط لأنهم يرجون البرء فإذا رأوا أمارات الهلاك فترت همتهم.

  قوله وذهل ممرضه ذهل بالفتح وهذا كالأول لأن الممرض إذا أعيا عليه المرض وانسدت عليه أبواب التدبير يذهل.

  قوله وتعايا أهله بصفة دائه أي تعاطوا العي وتساكتوا إذا سئلوا عنه وهذه عادة أهل المريض المثقل يجمجمون إذا سئلوا عن حاله.

  قوله وتنازعوا دونه شجى خبر يكتمونه أي تخاصموا في خبر ذي شجى أي خبر ذي غصة يتنازعونه وهم حول المريض سترا دونه وهو لا يعلم بنجواهم وبما يفيضون فيه من أمره.

  فقائل منهم هو لمآبه أي قد أشفى على الموت وآخر يمنيهم إياب عافيته أي عودها آب فلان إلى أهله أي عاد.

  وآخر يقول قد رأينا مثل هذا ومن بلغ إلى أعظم من هذا ثم عوفي فيمني أهله عود عافيته.

  وآخر يصبر أهله على فقده ويذكر فضيلة الصبر وينهاهم عن الجزع ويروي لهم أخبار الماضين.

  وأسى أهليهم والأسى جمع أسوة وهو ما يتأسى به الإنسان قالت الخنساء

  وما يبكون مثل أخي ولكن

  أسلي النفس عنه بالتأسي

  قوله على جناح من فراق الدنيا أي سرعان ما يفارقها لأن من كان على جناح طائر فأوشك به أن يسقط.