بعض الأشعار والحكايات في وصف القبور والموتى
  قوله إذ عرض له عارض يعني الموت ومن غصصه جمع غصة وهو ما يعترض مجرى الأنفاس ويقال إن كل ميت من الحيوان لا يموت إلا خنقا وذلك لأنه من النفس يدخل فلا يخرج عوضه أو يخرج فلا يدخل عوضه ويلزم من ذلك الاختناق لأن الرئة لا تبقى حينئذ مروحة للقلب وإذا لم تروحه اختنق.
  قوله فتحيرت نوافذ فطنته أي تلك الفطنة النافذة الثاقبة تحيرت عند الموت وتبلدت.
  قوله ويبست رطوبة لسانه لأن الرطوبة اللعابية التي بها يكون الذوق تنشف حينئذ ويبطل الإحساس باللسان تبعا لسقوط القوة.
  قوله فكم من مهم من جوابه عرفه فعي عن رده نحو أن يكون له مال مدفون يسأل عنه حال ما يكون محتضرا فيحاول أن يعرف أهله به فلا يستطيع ويعجز عن رد جوابهم وقد رأينا من عجز عن الكلام فأشار إشارة فهموا معناها وهي الدواة والكاغذ فلما حضر ذلك أخذ القلم وكتب في الكاغذ ما لم يفهم ويده ترعد ثم مات قوله ودعاء مؤلم لقلبه سمعه فتصام عنه أظهر الصمم لأنه لا حيلة له.
  ثم وصف ذلك الدعاء فقال من كبير كان يعظمه نحو صراخ الوالد على الولد والولد يسمع ولا يستطيع الكلام وصغير كان يرحمه نحو صراخ الولد على الوالد وهو يسمع ولا قدرة له على جوابه.
  ثم ذكر غمرات الدنيا فقال إنها أفظع من أن تحيط الصفات بها وتستغرقها أي تأتي على كنهها وتعبر عن حقائقها.
  قوله أو تعتدل على عقول أهل الدنيا هذا كلام لطيف فصيح غامض ومعناه