بيان أحوال العارفين
  وقال الفضيل خمس من علامات الشقاء القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة في الدنيا وطول الأمل.
  وفسر بعضهم قوله تعالى {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}[يوسف: ٢٤] أنها كان لها صنم في زاوية البيت فمضت فألقت على وجهه ثوبا فقال يوسف ما هذا قالت أستحيي منه قال فأنا أولى أن أستحيي من الله.
  وفي بعض الكتب القديمة ما أنصفني عبدي يدعوني فأستحيي أن أرده ويعصيني وأنا أراه فلا يستحيي مني ومنها الحرية وهو ألا يكون الإنسان بقلبه رق شيء من المخلوقات لا من أغراض الدنيا ولا من أغراض الآخرة فيكون فردا لفرد لا يسترقه عاجل دنيا ولا آجل منى ولا حاصل هوى ولا سؤال ولا قصد ولا أرب.
  قال له ÷ بعض أصحاب الصفة قد عزفت نفسي يا رسول الله عن الدنيا فاستوى عندي ذهبها وحجرها قال صرت حرا.
  وكان بعضهم يقول لو صحت صلاة بغير قرآن لصحت بهذا البيت:
  أتمنى على الزمان محالا ... أن ترى مقلتاي طلعة حر
  وسئل الجنيد عمن لم يبق له من الدنيا إلا مقدار مص نواه فقال المكاتب عبد ما بقي عليه درهم.
  ومنها الذكر قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١}[الأحزاب: ٤١]