شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بيان أحوال العارفين

صفحة 216 - الجزء 11

  وروى أبو الدرداء أن رسول الله ÷ قال ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند خالقكم وأرفعها في درجاتكم وخير من إعطائكم الذهب والفضة في سبيل الله ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا ما ذلك يا رسول الله قال ذكر الله وفي الحديث المرفوع لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله.

  وقال أبو علي الدقاق الذكر منشور الولاية فمن وفق للذكر فقد أعطي المنشور ومن سلب الذكر فقد عزل.

  وقيل ذكر الله تعالى بالقلب سيف المريدين به يقاتلون أعداءهم وبه يدفعون الآفات التي تقصدهم وأن البلاء إذا أظل العبد ففزع بقلبه إلى الله حاد عنه كل ما يكرهه.

  وفي الخبر المرفوع إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا فيها قيل وما رياض الجنة قال مجالس الذكر وفي الخبر المرفوع أنا جليس من ذكرني.

  وسمع الشبلي وهو ينشد:

  ذكرتك لا أني نسيتك لمحة ... وأيسر ما في الذكر ذكر لساني

  فكدت بلا وجد أموت من الهوى ... وهام على القلب بالخفقان

  فلما أراني الوجد أنك حاضري ... شهدتك موجودا بكل مكان

  فخاطبت موجودا بغير تكلم ... ولاحظت معلوما بغير عيان