بيان أحوال العارفين
  فاض دمعي فليس يكتم شيئا ... ووجدت اللسان ذا كتمان
  يقال إن بعض العارفين أوصى تلميذه بكتمان ما يطلع عليه من الحال فلما شاهد الأمر غلب فكان يطلع في بئر في موضع خال فيحدثها بما يشاهد فنبتت في تلك البئر شجرة سمع منها صوت يحكي كلام ذلك التلميذ كما يحكي الصدا كلام المتكلم فأسقط بذلك من ديوان الأولياء.
  وأنشدوا:
  أبدا تحن إليكم الأرواح ... ووصالكم ريحانها والراح
  وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم ... وإلى لقاء جمالكم ترتاح
  وا رحمة للعاشقين تحملوا ... ثقل المحبة والهوى فضاح
  بالسر إن باحوا تباح دماؤهم ... وكذا دماء البائحين تباح
  وقال الحسين بن منصور الحلاج:
  إني لأكتم من علمي جواهره ... كي لا يرى العلم ذو جهل فيفتننا
  وقد تقدمني فيه أبو حسن ... إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
  يا رب مكنون علم لو أبوح به ... لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
  ولاستحل رجال صالحون دمي ... يرون أقبح ما يأتونه حسنا
  ومنها الجود والسخاء والإيثار قال الله تعالى {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[الحشر: ٩] وقال النبي ÷ السخي قريب من الله قريب من الناس