شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

بيان أحوال العارفين

صفحة 225 - الجزء 11

  وأراك تخطر في شمائلك التي ... هي فتنتي فأغار منك عليكا

  وسئل الشبلي متى تستريح قال إذا لم أر له ذاكرا.

  وقال أبو علي الدقاق في قول النبي ÷ عند مبايعته فرسا من أعرابي وأنه استقاله فأقاله فقال الأعرابي عمرك الله فمن أنت قال ÷ أنا امرؤ من قريش فقال بعض الصحابة من الحاضرين للأعرابي كفاك جفاء ألا تعرف نبيك فكان أبو علي يقول إنما قال امرؤ من قريش غيرة ونوعا من الأنفة وإلا فقد كان الواجب عليه أن يتعرف لكل أحد أنه من هو لكن الله سبحانه أجرى على لسان ذلك الصحابي التعريف للأعرابي بقوله كفاك جفاء ألا تعرف نبيك.

  وقال أصحاب الطريقة مساكنة أحد من الخلق للحق في قلبك توجب الغيرة منه تعالى.

  أذن الشبلي مرة فلما انتهى إلى الشهادتين قال وحقك لو لا أنك أمرتني ما ذكرت معك غيرك.

  وسمع رجل رجلا يقول جل الله فقال أحب أن تجله عن هذا.

  وكان بعض العارفين يقول لا إله إلا الله من داخل القلب محمد رسول الله من قرط الأذن.

  وقيل لأبي الفتوح السهروردي وقد أخذ بحلب ليصلب على خشبة ما الذي أباحهم هذا منك قال إن هؤلاء دعوني إلى أن أجعل محمدا شريكا لله في الربوبية فلم أفعل فقتلوني.