شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ومنها الفقر وهو شعار الصالحين

صفحة 235 - الجزء 11

  وأنشد:

  عجبت لمن يقول ذكرت حبي ... وهل أنسى فأذكر ما نسيت

  شربت الحب كأسا بعد كأس ... فما نفد الشراب ولا رويت

  وقيل المحبة سكر لا يصحو صاحبه إلا بمشاهدة محبوبه ثم السكر الذي يحصل عند المشاهدة لا يوصف.

  وأنشدوا:

  فأسكر القوم دور كأس ... وكان سكري من المدير

  ومنها الشوق

  جاء في الخبر المرفوع أن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علي وسلمان وعمار.

  الشوق مرتبة من مراتب القوم ومقام من مقاماتهم سئل ابن عطاء الشوق أعلى أم المحبة فقال المحبة لأن الشوق منها يتولد.

  ومن الأدعية النبوية المأثورة الدعاء الذي كان يدعو به عمار بن ياسر ¥ اللهم بعلمك بالغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب وأسألك القصد في الغنى والفقر وأسألك نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت وأسألك النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.

  قالوا الشوق احتياج القلب إلى لقاء المحبوب وعلى قدر المحبة يكون الشوق وعلامة الشوق حب الموت.