شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

218 - ومن كلام له # قاله عند تلاوته

صفحة 240 - الجزء 11

  لقائل أن يقول لو قال ما غرك بربك العزيز أو المنتقم أو نحو ذلك لكان أولى لأن للإنسان المعاتب أن يقول غرني كرمك الذي وصفت به نفسك.

  وجواب هذا أن يقال إن مجموع الصفات صار كشيء واحد وهو الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صوره ما شاء ركبك والمعنى ما غرك برب هذه صفته وهذا شأنه وهو قادر على أن يجعلك في أي صوره شاء فما الذي يؤمنك من أن يمسخك في صورة القردة والخنازير ونحوها من الحيوانات العجم ومعنى الكريم هاهنا الفياض على المواد بالصور ومن هذه صفته ينبغي أن يخاف منه تبديل الصورة.

  قال # أدحض مسئول حجة المبتدأ محذوف والحجة الداحضة الباطلة.

  والمعذرة بكسر الذال العذر.

  ويقال لقد أبرح فلان جهالة وأبرح لؤما وأبرح شجاعة وأتى بالبرح من ذلك أي بالشديد العظيم ويقال هذا الأمر أبرح من هذا أي أشد وقتلوه أبرح قتل وجهالة منصوب على التمييز.

  وقال القطب الراوندي مفعول به قال معناه جلب جهالة إلى نفسه وليس بصحيح وأبرح لا يتعدى هاهنا وإنما يتعدى أبرح في موضعين أحدهما أبرحه الأمر أي أعجبه والآخر أبرح زيد عمرا أي أكرمه وعظمه.

  قوله ما جرأك بالهمزة وفلان جريء القوم أي مقدمهم.

  وما أنسك بالتشديد وروي ما آنسك بالمد وكلاهما من أصل واحد وتأنست